في رمضان قابلت إحدى جاراتنا في الشارع يوميًا في الصلاة، وكانت على الدوام تشكو من قدميها وظهرها برغم عدم تقدمها في السن. وفي حواري معها اكتشفت أن لها ابنًا في الثانوية وبنتًا في الإعدادية وآخر صغير. وأن المشكلة هي أعباء المنزل الكثيرة خاصةً أن لها نظامًا مميزًا في الحفاظ على النظافة والنظام، والأبناء لا يمدون يدًا للمساعدة في المنزل والزوج مهندس بترول يسافر أيامًا ويعود في إجازته طلبًا للراحة.
تلك مشكلة كبيرة للغاية تعاني منها الأمهات ولا تخلق مساحة مشتركة بين الأم وطفلها ولا تعلم الابن أو الابنة مهارات لازمة في المنزل كما لا تنشئ في قلوبهم التعاطف اللازم مع إرهاق الأم وتعبها. وكل هذا هو في الأصل خطأ الأم التي لم تعود الصغار منذ البداية على المساعدة في المنزل.
(اقرأى أيضاً:تنظيف البيت بسهولة بعد العزومات الكبيرة)
مبدئيًا أنت زوجة وأم تلك هي مهمتك الرئيسية وإدارة المنزل هي جزء من مهامك وليست الأساس فأنت لست عاملة نظافة –وأنا هنا لا أقلل من شأن عاملة النظافة ولا أنكر أن النظافة والنظام ضمن مسؤولياتك لكنها ليست المسؤولية الأولى
. الحقيقة أنك وزوجك والأبناء شركاء حياة وشركاء سكن مما يعني أنه يجب أن يكون لكل منكم دوره في المنزل حسب الاتفاق أو حسب المهارة أو حسب الحاجة في لحظات السفر والمرض مثلًا.
- في البداية إن كنت في مقتبل زواجك ضعي مع زوجك خطة تتفقين فيها على مهام كل منكما فمثلًا هل يحبذ هو شراء الطلبات أم يفضل المساعدة في المنزل، وما هي المهام التي يمكن أن يساعد فيها وإن كان لا يتقنها فما المانع أن ترشديه لطريقة طي الملابس أو نشرها أو غسل الأواني. إن كنت زوجة عاملة فستحتاجين مساعدته في عدة أشياء. والأهم في الحقيقة هو طريقة تنظيمك لشؤون المنزل وتكرار الطلب منه بلطف ورقة الحرص على عدم الفوضى وعدم إتلاف ما تحرصين أنت على تنظيمه. (اقرأى أيضاً: نصائح لمنزل خالي من الفوضي)
- أما الأبناء فالبداية تبدأ منذ عمر العامين والثلاثة، إذ يُقبل الأبناء في هذا العمر على مرافقتك في كل شيء لذا يمكنك أن تطلبي منهم أن يعيدوا ألعابهم إلى مكانها بعد اللعب بها، أو أن يناولوك غرضًا ما، أو أن يساعدوك في نشر الغسيل بمناولتك المشابك ويمكنك أن تعلميهم العد والأرقام وقتها وكذلك الألوان، وهكذا.
- كلما امتدت سنوات العمر بالصغار تستطيعين أن تطلبي منهم مساعدات أكبر كأن يمسح الصغير طاولة الطعام أو أن يأخذ منك الأطباق لوضعها على السفرة وغير ذلك، وعند طي الملابس يمكنك أن تطلبي منه طي الملابس الصغيرة أو الفوط الصغيرة حتى لو أعدت طيها لعدم اتقانه.
- اطلبي منهم دائمًا إعادة الأشياء إلى مكانها وعدم نشر الفوضى في المكان وإعادة ترتيبه، فيمكنك إعادة ترتيب الصالون أو غرفة المعيشة وكذلك تلك الوسادات المتناثرة.
- في عمر العاشرة مثلًا يمكنك أن تطلبي منهم غسل الأكواب أو الأطباق قليلة العدد أو إعداد بعض الشطائر التي لا تستخدم فيها السكين، أو إلقاء القمامة أو شراء شيء من البقالة إن كانت قريبة وتأمنين خروجهم للشارع مع التأكيد على ثمن الشيء والباقي. (اقرأى أيضاً: طرق فعالة لتنظيف حوائط المنزل)
- في ما فوق العاشرة، يستطيع كل منهم ترتيب غرفته والاستحمام وحده تمامًا وتنظيف الحمام بعد الاستحمام ولو بشكل غير متقن، وتستطيعين تعليمهم أصول الأشياء مع الصبر عليهم.
- في عمر الخامسة عشرة يمكنهم مساعدتك في كل شيء خاصة الشباب الذين يستطيعون بأطوالهم مساعدتك على إنزال الستائر وحمل المراتب للتهوية وغير ذلك، وكذلك شراء الأشياء لكن لا ترهقيهم بتكرار الطلبات بل ضعي قائمة يشتريها الابن أو الابنة مع توجيههم للأسعار ولا تكون ثقيلة الحمل إن كان السوبر ماركت أو البقالة بعيدة وسيسيرون على أقدامهم دون السيارة.
- ويمكن للأبناء الأكبر عمرًا أيضًا العناية بإخوتهم الأصغر عمرًا، فقد كنت مثلًا أمًا صغيرة لأختي وأخي وبيني وبينهم فارق عمر يقارب ستة أعوام وثمانية أعوام. فكانت أمي تعتمد علي في مساعدتهم على الاستحمام وارتداء الملابس والعناية بهم في المدرسة أيضًا. (اقرأى أيضاً: أبناءك و المشاركة فى اعمال المنزل)
احرصي على أن يكون هناك قواعد معينة تتبعها كل الأسرة:
- مثل أن يحمل كل فرد طبقه بعد الانتهاء منه إلى المطبخ، وعلى الابن مثلًا المساعدة في إعادة السفرة لنظامها وتنظيفها بينما على الابنة غسل الأطباق أو وضعها في غسالة الأطباق. على كل ابن الحفاظ على نظام غرفته وترتيب سريره. على الابنة مساعدة الأم في المطبخ وعلى الابن شراء اللوازم ومساعدة الأم والأخت في الأعمال المنزلية التي تتطلب قوة كالستائر والمراتب ورمي القمامة. عند عودة الابن في عمر الجامعة للمنزل وغالبًا تكون بعد موعد تناول الغداء الأساسي أن يضع لنفسه الطعام ويغسل طبقه بعدها. وهكذا وتأكدي أنك لا تقدمين لنفسك فقط الراحة وإنما لهم أيضًا لأنهم ينشأون وقد تعلموا مهارات ضرورية وحب المساعدة والالتزام بمعنى المشاركة في السكن وهو أساس معنى المشاركة في الوطن فكما لي حقوق فإني علي واجبات.
شارك الموضوع مع أصدقائك ؟
مواضيع ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق