قصة سيدنا ايوب عليه السلام

5:56 م | | | 0تعليقات






قال الله تبارك وتعالى:‏

وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب (44) {سورة يوسف}‏

نسبه عليه السلام

قيل هو أيوب بن موص بن رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل

وقيل غير ذلك في ‏نسبه، الا أن الثابت أنه من

ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام.وحُكي أن أمه بنت نبي الله لوط عليه السلام.

وأما زوجته فقيل: إن اسمها رحمة بنت يوسف ‏بن يعقوب،

وقيل غير ذلك. وكان عليه الصلاة والسلام عبدًا تقيًا شاكرًا لأنعم الله رحيمًا بالمساكين،

يُطعم الفقراء ويعين ‏الأرامل ويكفل الأيتام، ويكرم الضيف،

ويؤدي حق الله عليه على أكمل وجه.‏

إبتلاء الله لأيوب عليه السلام ‏

يقول الله تبارك وتعالى:‏ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب (41) {سورة ص}‏

كان أيوب كثير المال ءاتاه الله الغنى والصحة والمال وكثرة الأولاد، وابتلاء بالنعمة والرخاء

ولم ‏تفتنه زينة الحياة الدنيا ولم تخدعه ولم تشغله

عن طاعة الله، وكان عليه السلام يملك ‏الأراضي المتسعة من أرض حوران، ثم ابتلاه

الله بعد ذلك بالضر الشديد في جسده وماله ‏وولده فقد ذهب

ماله ومات أولاده جميعهم، فصبر على ذلك صبرا جميلا ولم ينقطع عن عبادة ‏ربه وشكره،

وفوق هذا البلاء الذي ابتلي به في أمواله وأولاده،

ابتلاه الله بأنواع من الأمراض ‏الجسيمة في بدنه حتى قيل: إنه لم يبقى من جسده سليمًا

إلا قلبه ولسانه يذكر الله ‏عزوجل بهما، وهو في كل هذا

البلاء صابر محتسب يرجو ثواب الله في الآخرة، ذاكرًا لمولاه ‏في جميع

أحواله في ليله ونهاره وصباحه ومسائه.‏

وطال مرضه عليه الصلاة والسلام ولزمه ثماني عشرة سنة وكانت زوجته لا تفارقه صباحًا

‏ولا مساء إلا بسبب خدمة الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم بحاجاته،

وكانت تحنو عليه وترعى له ‏حقه وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها وحسن معاشرته لها

في حالة السراء، لذلك ‏كانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه

على قضاء حاجته ونوائب الدهر، وكانت تخدم الناس ‏لتطعمه الطعام وهي صابرة

محتسبة ترجو الثواب من الله تبارك وتعالى.‏

دعاء أيوب لله تعالى ‏

كثرت البلايا والأمراض على نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام طيلة ثماني عشرة سنة،

‏وهو صابر محتسب يرجو الثواب من الله تعالى، فدعا الله

وابتهل إليه بخشوع وتضرع قائلا:‏

وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) {سورة الأنبياء}‏


‏ ثم خرج عليه السلام لقضاء حاجته وأمسكت زوجته بيده إلى مكان بعيد عن أعين الناس ‏لقضاء

حاجته فلما فرغ عليه السلام أوحى الله تبارك وتعالى

إليه في مكانه:‏ أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (42) {سورة ص}‏

فأمره الله تعالىأن يضرب برجله الأرض، فامتثل عليه السلام ما أمره الله به

وأنبع الله تبارك ‏وتعالى له بمشيئته وقدرته عينين فشرب من إحداهما

واغتسل من العين الأخرى فأذهب ‏الله عنه ما كان يجده من المرض وتكاملت العافية

وأبدله بعد ذلك صحة ظاهرة وباطنة، ولما ‏استبطأته زوجته وطال

انتظارها، أقبل نبي الله أيوب عليه السلام إليها سليمًا صحيحًا على ‏أحسن ما كان فلما

رأته لم تعرفه فقالت له: بارك الله فيك هل رأيت نبي الله أيوب هذا

‏المبتلى؟ فوالله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحًا،

فقال لها عليه الصلاة ‏والسلام: فإني أنا هو.‏

وكان لنبي الله أيوب عليه السلام بيدران بيدر للقمح وبيدر للشعير فبعث الله تبارك وتعالى

‏بقدرته سحابتين، فلما كانت إحداهما على بيدر القمح أفرغت فيه

الذهب حتى فاض، ‏وأفرغت السحابة الأخرى على بيدر الشعير الفضة حتى فاض وعم،

وبينما كان أيوب عليه ‏السلام يغتسل خرّ عليه وسقط جراد من ذهب

وهذا إكرام من الله تعالى لنبيه أيوب عليه ‏السلام ومعجزة له، فشرع عليه السلام يحثي

ويجمع في الثوب الذي كان معه استكثارًا من ‏البركة والخير الذي

رزقه الله إياه، فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى، فقال عليه ‏الصلاة والسلام:

بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك، رواه البخاري وأحمد

من حديث أبي ‏هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، ورواه أحمد في مسنده موقوفًا، ورواه

بنحوه ابن أبي حاتم ‏وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه بإسناد على شرط الصحيح.‏

وأغنى الله تبارك وتعالى عبده أيوب بالمال الكثير بعد أن كان قد فقد أمواله، ورد الله تبارك

‏وتعالى لأيوب عليه السلام أولاده فقد قيل: أحياهم الله تبارك وتعالى

له بأعيانهم، وزاده ‏مثلهم معهم فضلا منه وكرمًا، والله يؤتي فضله

من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.‏

يقول الله تبارك وتعالى:‏

وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83)

فإستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ‏وءاتيناه أهله ومثلهم معهم

رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (84) {سورة الأنبياء} ‏

أيوب يبر بيمينه ولا يحنث ‏ضاق الحال بزوجة أيوب عليه السلام ذات يوم فباعت نصف

شعرها لبعض بنات الملوك ‏فصنعت له من ثمنه طعامًا فحلف

أيوب عليه الصلاة والسلام أن شفاه الله تعالى ليضربنها ‏مائة جلدة، ولما أراد

أيوب عليه الصلاة والسلام أن يبر بيمينه بعد شفائه أمره الله أن يأخذ ‏ضغثًا وهو

الحزمة من الحشيش أو الريحان أو ما أشبه ذلك فيه مائة قضيب فيضرب بها ‏زوجته

ضربة واحدة وبذلك لا يحنث في يمينه، ولقد شرع الله تعالى له ذلك رحمة

بها ‏ولحسن خدمتها إياه وشفقتها عليه أثناء مرضه ومصائبه التي ابتلي بها

طوال الثماني ‏عشرة سنة التي ابتلاه الله بها، ولأنها كانت امرأة مؤمنة صالحة تقية صابرة

تؤدي حق زوجها ‏عليها وتحسن معاشرته في السراء والضراء، وهذا من الفرج

والمخرج لمن اتقى الله تعالى ‏وأناب إليه وخافه.‏

موت أيوب عليه السلام

لقب نبي الله أيوب عليه السلام بالصديق وضرب به المثل في الصبر بسبب صبره الجميل ‏طيلة

الثماني عشرة سنة على المصائب والبلايا، وعاش أيوب

عليه الصلاة والسلام بعد رفع ‏الضر والمصائب عنه مسارعًا في طاعة الله لا تغره الحياة الدنيا

وزهرتها يؤدي ما فرض الله ‏عليه ويدعو إلى دين الإسلام

وعبادة الله وحده لا شريك له ويستعمل ما رزقه الله من أموال ‏كثيرة في

طاعة الله، إلى أن توفاه الله وهو عنه راض.‏

وقيل إنه لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل أكثر من ذلك.‏

عصمة أيوب من الأمراض المنفرة ‏

اعلم رحمك الله بتوفيقه أن علماء العقيدة قد قرروا أن أنبياء الله ورسله هم صفوة خلق الله،

‏فيجب للأنبياء الصدق ويستحيل عليهم الكذب،

ويجب لهم الفطانة(الذكاء)ويستحيل عليهم ‏البلادة والغباوة، ويجب لهم الصيانة فيستحيل

عليهم الرذيلة والسفاهة والجبن، ويجب لهم ‏الأمانة

ويستحيل عليهم الخيانة، فالأنبياء سالمون من الكفر وكبائر الذنوب وصغائر

الخسة ‏كسرقة حبة عنب، وكذلك يستحيل عليهم الأمراض المنفرة

التي تنفر الناس عنهم، وهذا من ‏العصمة الواجبة لهم.‏






شارك الموضوع مع أصدقائك ؟

مواضيع ذات صلة :

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لموقع بيو فرى | مصطفى طايع ©2013