تعرفوا ماذا تفعل مجرد نظرة في الرجل..!!

7:38 م | | | 0تعليقات

النظرة المحرمة

يا ليت الناس يعلمون بهذا الوباء العظيم.. إنه داء العصر.. إنها النظرة المحرمة... إنها البداية، لكنها كم قادت صاحبها إلى الهاوية... إنها تذكرة وعبرة... فهل من مجيب؟!!

في زمان أصبح فيه العري هو شعار التقدم والرقي، وهو عنوان الحضارة، في زمان أصبحت فيه لغة الأجساد العارية هي السوق الذي تروج على حسابه تجارة الناس ومعاملات الناس، في زمان أصبحت فيه لغة العري هو السلم الذي يصعد عليه المنحرفون والمفسدون من أصحاب الفضائيات والقنوات الهابطة والمجلات الخليعة إلى الربح السريع الذي لا بركة فيه، بل هو كسب خبيث على حساب العفة والأعراض والأخلاق على حساب دمار وضياع المجتمعات.

أخي وأختي رعاكما الله:

امنحاني من وقتكما دقائق قليلة، وقفا مع وقفة يسيرة نطل من خلالها على أثر وخطر هذه النظرة المحرمة، ولن نقف على حدود بيان حرمتها بل سنتجاوز معا إلى عظم أثرها على دينك وأخلاقك وأسرتك ومجتمعك.

- ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟!

قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [سورة النور: 30-31].

قال السيوطي في تفسير هذه الآية: "وفي الآية تحريم النظر إلى النساء وعورات الرجال وتحريم كشفها".

وانظر كيف قدم الله غض البصر على حفظ الفرج والسر في ذلك أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور.

يقول ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي): "ولما كان مبدأ ذلك أي الزنا من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج؛ فإن البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج؛ فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر تكون نظرة، ثم تكون خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة".

ثم قال رحمه الله: "فمن أطلق نظره أورد نفسه موارد الهلاك، والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ومن آفاته؛ أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى الإنسان ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه وهذا من أعظم العذاب".

قال تعالى: {ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ} أي أن غض البصر وحفظ الفرج أطهر للنفس، وأتقى للدين، وأزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة.

فإن الله لم يشرع هذه الشريعة والأمر بغض البصر وحفظ الفرج تعنتًا على الناس ومشقة على النفس، إنما رحمة بهم لأنه إذا فتح هذا الباب فإنه يؤدي إلى اختلاط الأعراض والأنساب وفساد عريض في الأرض.

- إطلاق البصر زنى العين:

أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه».

فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بزنى العين لأنه أصل زنى اليد والرجل والقلب والفرج، وهذا الحديث من أبين الأشياء على أن العين تعصي بالنظر وأن ذلك زناها. قال ابن بطال رحمه الله: "سمى النظر والنطق زنا؛ لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي".

وأخرج الإمام مسلم من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: "اصرف بصرك"»، وفي رواية: «فأمرني أن أصرف بصري"».

بل جعل الرسول صلى الله عليه وسلم غض البصر من حقوق الطريق التي تلزم كل جالس فيها، حتى لا تتخذ الطرقات ذرائع للترفة بمحاسن النساء وتأمل مفتن الغايات والرائحات.

فقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"إياكم والجلوس في الطرقات"، قالوا: "يا رسول الله، مالنا بد من مجالسنا، نتحدث فيها"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه"، قالوا: "وما حقه؟"، قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر"».

وقد كان السلف الصالح أشد إيمانا وأكثر عملا ومع هذا فإنهم لا يأمنون على أنفسهم فتنة النساء؛

1- فكان أنس -رضي الله عنه- يقول: "إذا مرت بك امرأة فغض عينك حتى تجاوزك".

2- وكان الربيع ابن خثيم: يمشي فمر به نسوة فغض بصره وأطرق حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى.

3- وقال وكيع خرجنا مع الثوري في يوم عيد فقال: "إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا".

4- وخرج حسان بن أبي سنان يوم عيد؛ فلما عاد قالت له امرأته: "كم من امرأة حسناء قد رأيت؟"، فقال: "والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك".

الله أكبر إنها قلوب عفت عن الحرام فعوضها الله خيرا وأذاقها حلاوة الإيمان.

- كلمة إلى الذين يطلقون أبصارهم ولا يغضونها:

أين هؤلاء ممن يطلقون أبصارهم ليل نهار؟!

أين هؤلاء ممن يتابع مشاهد الفجور في التلفاز والفضائيات؟!

أين هؤلاء ممن يجلسون على المقاهي والطرقات ينظرون إلى الغاديات والرائحات؟!

أين هؤلاء ممن يجلسون في الأندية والأسواق ينظرون إلى كل رائحة غادية؟!

لا تظن أن هذه النظرة ستروي ظمأك؛ فما أنت بذلك إلا كالذي يشرب من ماء البحر فكلما ازداد شربا ازداد عطشا، ويظل هكذا حتى يقتله.

وصدق أبو الأعلى المودودي حيث قال: "من الذي يكابر في أن كل ما يحدث في الدنيا على هذا اليوم ولا يزال يحدث فيها من الفحشاء والفجور باعثة الأول والأعظم هو فتنة النظر".

فيا من وقعت في هذا المرض اعلم أنك ستسأل عن هذا البصر؛ قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [سورة الإسراء: 36].

بل اعلم أن هذه العين ستشهد عليك يوم القيامة؛ قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة فصلت: 20].

- وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: "هل تدرون مما أضحك؟"، قال قلنا: "الله ورسوله أعلم". قال: "من مخاطبة العبد ربه"، يقول: "يا رب، ألم تجرني من الظلم؟"، قال يقول: "بلى"، قال فيقول: "فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني"، قال فيقول: "كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا"، قال فيختم على فيه، فيقال لأركانه: "انطقي"، قال فتنطق بأعماله، قال ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال فيقول: بعدا لكن وسحقا، فعنكن كنت أناضل».

ألم تسمع قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [سورة غافر: 19].

قال ابن عباس في هذه الآية: هو الرجل يكون في القوم فتمر به المرأة فيريهم أنه يغض بصره عنها فإن رأى منهم غفلة نظر أليها فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره وقد أطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها.

قال الإمام أحمد.


شارك الموضوع مع أصدقائك ؟

مواضيع ذات صلة :

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لموقع بيو فرى | مصطفى طايع ©2013