خريطة التحرش الجنسى

1:51 م | | | 0تعليقات
لماذا و كيف بدأنا ؟ ولدت خريطة التحرش الجنسى كرد فعل فى مواجهة زيادة تقبل المجتمع بل و إعتياده على ظاهرة التحرش الجنسى فى شوارع مصر و تعد خريطة التحرش الجنسى المبادرة المستقله الأولى من نوعها فى مصر التى تعمل على هذا الموضوع. فى عام 2005 و فى أثناء عملها بإحدى منظمات المجتمع المدنى فى مصر تأثرت بالموضوع “ريبيكا تشاو” – و هى أحد المؤسسين الأربعه لخريطة التحرش الجنسى - حيث تعرضت لهذا الكم الهائل من ظواهر التحرش الفظيعه بصوره يومية هى و زميلاتها بالعمل, و من هنا قررت “ربيكا” أن تتحرى الموضوع جيدا لتفهم اذا ما كان التحرش الجنسى ظاهره منتشره فى المجتمع ككل. و بعد عمل دراسة \ إستبيان بشكل موسع أدركت “ربيكا” الحجم الكبير للمشكله التى تؤثر تقريبا على معظم نساء مصر, كما أدركت أيضا حاجة الكثيرين للقيام بشيء ما حيال تلك المشكله. و هكذا و بمساعدة الأصدقاء و المتطوعين قامت “ربيكا” بحملة لتحديد حجم مشكلة التحرش الجنسى فى مصر و هى الحملة التى تبناها فيما بعد “المركز المصرى لحقوق المرأه“. بعد ذلك فى عام 2008 و مع زيادة تناول وسائل الاعلام لقضية التحرش الجنسى إتجهت كثير من منظمات المجتمع المدنى المهتمه بحقوق المرأه للعمل على الدعوه الى كسب التأييد من أجل وضع قوانين تحد و تمنع التحرش الجنسى . و بدلا من الانتظار حتى تقوم الحكومه بإتخاذ إجراءات ضد التحرش الجنسى شعرت “ربيكا” و المؤسسون الآخرون بالحاجه الماسه لإتخاذ إجراء على أرض الواقع لتحديد ظاهرة التحرش الجنسى و مدى التقبل الاجتماعى لها. وبعد بدء العمل على قضية التحرش الجنسى منذ عام 2005 و التحدث مع الكثير من الناس حول موضوع التحرش الجنسى ومالذى يمكن فعله لإنهاء تلك الظاهره تمكنت “ريبيكا” من الوصول الى ” رسائل موبايل فرونتلاين” و “يوشاهيدى” و استخدامهما الاثنين معا لإنشاء برنامجا يمكنه استقبال بلاغات مجهوله المصدر و عمل نظام رسم خرائط لأماكن التحرش. كانت هذه فرصة عظيمه لا يجب تركها حيث أنه 97% من المصريين – نصفهم من النساء – يمتلكون موبايلات و بذلك يمكنهم بسهولة إستخدام هذا البرنامج! بالتعاون مع المتطوعين و المؤسسين الثلاثه الأخريين - إنجى, أمل, سوسن – (تم أخيرا إنشاء خريطة التحرش الجنسى فى ديسمبر 2010 فى الوقت نفسه الذى تم فيه عرض فيلم 678. وكانت نقطة البدايه هى إستخدام نظام الإبلاغ أونلاين من خلال الانترنت و تكنولوجيا رسم خريطة التحرش وذلك لدعم و تعبئة المجتمع فى محاولة لكسر القوالب النمطية، والتوقف عن تقديم أعذارا عن المتحرشين، وإقناع الناس بالتحدث والتحرك ضد التحرش الجنسى. و نحن سعداء جدا لرؤية ذلك، فى خلال العام الماضي، حيث تطور موضوع التحرش الجنسي من كونه احد الموضوعات االمحرم التحدث عنها الى موضوع تتم مناقشته على نطاق اعلامى واسع ومعالجته من قبل العديد من المبادرات الجديده المستقلة. و قد إزداد فريقنا من المتطوعين والموظفين بشكل كبير كما أننا نعمل باستمرار لتوسيع نطاق عملنا على أرض الواقع، وذلك بالتعاون مع الكثير من الحملات و المبادرات الأخرى ونحن أيضا سعداء لنبلغكم ان خريطة التحرش HarassMap الآن قد اصبحت مشروعا محتضنا من قبل جمعية نهضة المحروسة، وهي منظمة غير حكومية مصرية مؤثره. يعمل فريق العمل المجتمعى الخاص بنا على تنفيذ أياما للتوعيه فى مناطقهم السكنيه و الاحياء المجاوره حيث أبلغوا أن حوالي 8 من كل 10 أشخاص قد تجاوبوا معهم ووافقوا في نهاية المحادثة على ان يقوموا بحراسة الحى والوقوف بقوه ضد مرتكبي التحرش الجنسي. منذ بدأنا العمل ،يتواصل معنا النشطاء من 15 دولة مختلفة يطلبون المساعدة و الإستشارة منا لإقامة مبادرات مماثلة في بلدانهم. كما تلقينا أيضا بعض الجوائز العالمية تقديرا لما نقوم به .


شارك الموضوع مع أصدقائك ؟

مواضيع ذات صلة :

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لموقع بيو فرى | مصطفى طايع ©2013