اسم الله " الوكيـــل "

5:05 م | | | 0تعليقات



> اسم  جميل، ومريح، ويملأك طمأنينة وسكينة، ويبعث في كل من يتعبد الله به هدوء النفس. اسم اليوم للذين يعانون من القلق والاكتئاب ويخشون من المستقبل.. إنه اسم الله الوكيل.
>نماذج من المتوكلين 

.. نردد "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". من اليوم سنردد " بسم الله توكلت على الله " سوف نُعلي معنى التوكل ونعيش مع الوكيل وندرب أنفسنا على التوكل لنحيا به ونعيش مع الوكيل مطمئنيه من يحتاج لهذا الاسم؟ في الواقع الكل يحتاج لهذا الاسم: الآباء والأمهات الذين يخشون على المستقبل، ويخافون على أبنائهم من كل ما يحيط بهم.. الدراسة، المخدرات، أصحاب السوء، فرص العمل، برّهم بآبائهم وأمهاتهم عند الكبر.
>الشباب أيضا يحتاجون لهذا الاسم ليواجهون به المشاكل المختلفة من دراسة، ومستقبل مجهول، وبطالة, طرق كسب المال، الزواج والسكن. لكل من يبدأ مشروعاً، ولا يريده أن يفشل، لكل من يخشى على رزقه، لكل من يستصعب أمرا.
>هذا الاسم أيضاً للأمة خاصة في تلك الفترة الحرجة التي تمر بها, وأيضاً لكل من يريد أن يفعل شيئاً للإسلام ولكنه مُحبط من كل ما يدور حوله. فلكل واحد منا احتياجات مع هذا الاسم.
>معنى اسم الله الوكيل>ما معنى الوكيل؟ أن تفعل كل ما تستطيع، ثم تقول لله: "وكلتك يا رب"، فتنام وتستريح. ولكن الشرط هو أن تفعل كل ما تستطيع، أي أن تبذل كل مجهودك ثم تقول سلمت لك الأمر يا رب.. توكلت عليك يا رب.
>هل نحن نفعل ذلك؟ يا آباء، يا من لديه أحلام للمستقبل، يا شباب، يا من يريد أن يطمئن على أحلامه وعلى زواجه.. هل نتوكل على الله حقاً؟ هل عندما نمر بمشكلة تؤرق حياتنا، وتتقطع بنا الأسباب، نقول توكلت على الله؟ هل نذهب إلى الوكيل؟ ما هي صلتك بالوكيل؟ هل أنت عميق الصلة بالوكيل؟ هل حياتك مرتبطة بمعنى التوكل؟ هل استشعار اسم الله الوكيل يملأ حياتك؟ فأنت خلقت ضعيفاً وفي أشد الاحتياج للوكيل. >
>ودعني أشرح لك أكثر اسم الله الوكيل. هل ذهبت من قبل إلى الشهر العقاري كما يطلق عليه في مصر أو كاتب عدل في الشام؟ هل وكلت فيه أحد؟ ولله المثل الأعلى.. وما نوع التوكيل الذي فعلته؟ هل هو توكيل عام أم خاص؟ فالتوكيل العام معناه أن توكل الشخص في كل تصرفات حياتك وكل مالك وحركاتك، والتوكيل الخاص يعني أن توكله في موضوع واحد، أي أنك لا تثق فيه إلا في موضوع معين. فعندما تذهب لتوكل أحداً توكيل عام، فإن الموظف المسئول سيسألك: هل أنت متأكد؟.. لماذا هذا السؤال؟ لأنه بهذا التوكيل سيتحكم في كل مالك وهو مسئول عن كل شي.. فتجيب نعم أنا أثق به، ومستعد أن أمضي على ذلك فأنا متأكد أنه لن يضيعني. هل تمضي وتوكله؟؟ ولله المثل الأعلى>لكن عند الله شرط إذا أردت أن توكله، هو أن تبذل كل ما تستطيع، فهو لا يقبلك إذا كنت متواكلاً. وهناك أمر آخر، هو أن تُذكّر نفسك دائماً بأنك وكلته.
>ومن أجل أن توكل أحداً لابد أن يتوافر فيه ثلاث شروط/
1->الثقة في أنه لن يضيعك.
>الخبرة.
3- >الاهتمام بك.  >أما الله وله المثل الأعلى فهو الذي يعرض عليك أن تتخذه وكيله فهو القائل " فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا " (الآية 9 سورة المزمل) بشرط أن تؤدي كل ما عليك. ومن المعاني الجميلة في القرآن أن كل مرة يُذكر فيها اسم الله الوكيل أو التوكل يُذكر معها دلائل قدرة الله في ملكه وكونه كي يقول لك أنه سبحانه الخبير القدير فكيف لا نتوكل عليه؟! فالله يطمئنك فهو لا يمكن أن يضيعك إذا توكلت على المالك العظيم المهيمن.
>وأستمع إلى الآيات التي ترغبك في التوكل : " َلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ" (الآية 123 سورة هود ) فغيب السموات والأرض بيده فاطمئن، " رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا " (الآية 9 سورة المزمل) فهل احتياجاتك تخرج عن نطاق المشرق والمغرب؟ فكل مشكلة لها عند الله حلا. وأنظر إلى الهدوء النفسي الذي يسودك ويحل محل القلق والتوتر. >
>فأحيانا تصبح على مصيبة، حينئذ ليس لك إلا ن تتوكل على الله. ونحن جميعا محتاجون لتطبيق هذا الكلام.. الأب الذي اكتشف فجأة مرض ابنته المزمن.. فماذا يفعل؟ لابد أن يتوكل، مع الأخذ بالأسباب بالطبع، فيذهب إلى الأطباء وهو يسلم بأمر الله>ودعني أسألك.. هل مضيت مرة عقد الوكالة في الشهر العقاري وأنت خائف ومتردد؟ أفنرضى لأهل الدنيا ما لا نرضاه لله عز وجل؟ ونثق بالطبيب والمحامي ولا نثق بالله؟ فسبحان الذي يعرض ملكهُ على الضعفاء والمساكين. وأنظر إلى حلاوة هذه الآية " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ " (الآيات 217-219 سورة الشعراء) فهو يقول لك لماذا تذهب إلى غيري وأنا موجود!! ليس معنى هذا أن تتقاعس فأنت تتحرك وتبذل وأنت تعلم أن الله هو الذي سيقضي لك الأمر. واستمع إلى هذه الآية " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ " (الآية 58 سورة الفرقان ) فكيف تتوكل على الأموات وهو الذي لا يموت. وانظر إلى الآية الأخرى " ذََلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " ( الآية 102 سورة الأنعام )
>والآن ما معنى كلمة الوكيل
>هو الذي يتولى بإحسانه شئون عباده فلا يضيعهم ولا يتركهم ولا يكلهم إلا غيره " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " (الآية 3 سورة الطلاق ) فهو لا يمكن أن يضيعك، فهو حسبك أي كافيك من كل الشرور، فأنت عندما تقول هذه الجملة، فإنك تمضي عقد الوكالة مع الله، ولكن ليس باللسان فقط، بل بكل حواسك، وأنت مطمئن. 
>فعندما تذهب لمقابلة شخص ما مهم، فاذهب وأنت قوي وكلك ثقة بالله. واستمع إلى قول الله تعالى" َفَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " ( الآية 129 سورة التوبة) أي عندما يتركك الناس ويهجروك فلا تخف " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " ( الآية 173 سورة آل عمران )، ولقد نزلت هذه الآية في أصحاب النبي بعد غزوة أحد. فبعد ما أصابهم من آلام ومصاعب، يعلم الرسول أن قريش تعد العدة للعودة فيعلن أنه ذاهب للقائهم مع الصحابة وهم على هذه الحالة، فتبعث لهم قريش من يخوفهم ويقول لهم أن قريشا قد لبست جلود النمور، وجمعت العرب على حربهم فينطق الرسول والصحابة بـ "حسبنا الله و نعم الوكيل" فرجع إلى قريش خائفا وهو يقول أن محمداً وأصحابه يقولون كلاماً وسيأكلونكم أكلا، فنزلت بقية الآية " فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم " ( الآية 174 سورة آل عمران )>و النبي صلى الله عليه وسلم يُعلمنا أن من يقول صباح كل يوم "حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" سبع مرات كفاه الله شأن هذا اليوم، ويقول أيضاً أن من يقول حين يخرج من بيته "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله " يقول له الملك " هُديت وكُفيت ووُقيت "، فيقول شيطان لشيطان آخر"ماذا نفعل برجل هُدي وكُفي ووُقي".
>وهناك من يخشى أن يقوم بأي خطوات في حياته فأخاطبه وأقول له لا تخف وتوكل على الله "َقَالََ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " (الآية 23 سورة المائدة)
>أعرف قصة لرجل جاء من الأقاليم إلى العاصمة لأحد أقاربه الذي يعمل بإحدى الوزارات الكبرى، حتى يقضي له مصلحة عند الوزير، فبعد تقديمه الطلب أنتظر عدة أيام دون نتيجة، لأن الوزير لم يهتم بالطلب، حتى شعر قريبه وزوجته بالضيق لوجوده، وصارحه بذلك فشعر بالإهانة، لكنه لم يبكي وقال أنا أخطأت منذ البداية عندما توكلت عليه، وكان الأحرى بي أن أتوكل على الله، فأستغفر الله، وتوكل عليه، ثم عاد إلى بلده، وفي اليوم التالي إذ بقريبه يتصل به ويقول له أن الوزير سأل عن طلبك الذي قدمته لي من أيام؟! إنه الوكيل. وفي حياتنا مئات القصص المشابهة التي يتواجد فيها أثر الوكيل. 
>"حسبنا الله ونعم الوكيل " قالها إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار.. قالها موسى عليه السلام عندما قال له أصحابه إنا لمدركون.. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له الناس " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم " ونحن أيضاً نريد أن نعلمها لأولادنا، أن نجعلهم يتوكلون على الله ولا يخشون شيئا، وذلك عن طريق قصة أو حكاية بسيطة. أنظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعلم ابن عباس وهو طفل صغير، يقول له: " أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فأستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن بنفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو أن الأمة اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف " أي لم يعد شيئاً يُكتب في اللوح المحفوظ، لا شيء سيتغير. دعنا نتفق على أننا عندما نتوكل على الله نصبح أقوى الناس. 
>دلائل التوكل: كيف تعرف أنك تتوكل بقلبك؟>استشعار اسم الوكيل في الظروف الصعبة: قصة سيدنا إبراهيم عندما ألقوه في النار، ونحن نتحدث عنه من أمام البيت الذي رفع قواعده، وأنا أظن أن هذه القصة أحد أسباب تكريمه. كان عمره ستة عشر عاماً عندما قرر أن يكسر الأصنام " ُقَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم " (الآية 60 سورة الأنبياء) ، " قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ " (الآية 68 سورة الأنبياء) انظر إلى الغل، ثم بنوا له بنياناً خارج البلدة، بنياناً وليست حفرة عادية، وظلوا يبنوا فيها عدة أشهر، وإبراهيم حبيساً، ولكنه لم يكن خائفاً. شارك في هذا البناء كل الناس حتى أبوه وعمه، فمن لك يا إبراهيم غير الله؟! أنظر إلى هذا الموقف الرهيب فالكل الآن يشارك في البنيان وإشعال الحطب والنيران، ويأتي إبراهيم مقيداً..!! - الحمد لله أننا نحكي هذه القصة من أمام الكعبة الذي بناها في آخر حياته عندما توكل على الله في أول حياته - " قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا "(الآية 124 سورة البقرة) وكذلك أنت عندما تنجح في الاختبار يكبرك الله في الدنيا والآخرة. ويؤتى بإبراهيم وهو يردد طوال الطريق "حسبي الله ونعم الوكيل"، ويأتيه جبريل عليه السلام ويقول له " ألك حاجة ؟ " فيجيبه إبراهيم عليه السلام " أما لك فلا يا جبريل، وأما إلى الله فنعم.. حسبي الله ونعم الوكيل "، ثم دخل النار وخرج منها بعد أيام!! ماذا حدث؟! " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" (الآية 69 سورة الأنبياء)، أي يا نار غيري خواصك لتكوني برداً وسلاماً على إبراهيم، ولو كانت برداً فقط لمات من شدة البرد، ولو قال لها كوني برداً وسلاماً فقط لأصبحت كذلك إلى يوم الدين. إذن أهم نقطة هي الاستشعار بالوكيل في ساعات الضيق، فالتوكل هو الاسترسال مع الله حيث يشاء. 
>الاختبار: أحياناً يغلق الله عليك أسباب الدنيا التي تعتمد عليها حتى يرى هل تضع كل آمالك في الوكيل أم لا.. ففلان يستقيل، والآخر يتوفى. النبي صلى الله عليه وسلم في أصعب فترات الدعوة يتوفى عمه أبو طالب الذي كان بمثابة السند والحماية، وتتوفى زوجته السيدة خديجة التي كانت مصدر الحنان والرعاية.. لماذا؟! حتى يقول له الله سبحانه.. من لك غيري يدافع عنك؟
>لو أغلقت في وجهك الأبواب اذهب إلى الوكيل، فدائماً ما ينقطع أمل الناس إذا انقطعت الأسباب، ويزداد أمل المتوكل إذا انقطعت الأسباب. أحياناً يدفعك الله في طريق ما، وتبذل فيه كل طاقتك ثم يغلقه لتعلم أنه الوكيل، فالنبي يذهب إلى الطائف سيراً على الأقدام ثم يُضرب بالحجارة، وتكون النتيجة صفر، ولكن وهو عائد يقابل صبياً من العراق يدعى عدّاس فيؤمن به، ثم يؤمن الجن، ثم رحلة الإسراء والمعراج، وفي النهاية يسلم الأنصار. فهو أراد الطائف والله أراد المدينة.. هو أراد أهل الطائف والله أراد شاباً من العراق.. هو أراد الإنس والله أراد الجن.. هو أراد أهل الأرض والله أراد أهل السماء. فأبذل كل جهدك لكن النصر يأتي من عند الله سبحانه وتعالى. 
>3->لا تأكل حراما: " من أكل فلساً من حرام فليس بمتوكل " فأنت عندما أكلت مالاً حراماً صرت غير مؤمن بأنه الوكيل بأرزاقك. انظر إلى مَثل الجنين الذي في بطن أمه.. كان مصدر رزقه الوحيد هو الدم، فعندما خرج إلى الدنيا بكى، لأن مصدر الرزق انقطع، فإذا بالله يبدله بمصدرين للرزق.. ثديي الأم. وبكى عند الفطام لفقدانه اللبن، فوجد أن الوكيل قد أعد له أربعة مصادر للرزق.. لحوم وأسماك واللبن والمياه. وعند الموت يبكي لفقدان مصدر الرزق، فتجده أعد للمؤمنين ثمانية أبواب للجنة! فكل مرة تبكي فيها تجد ان الوكيل قد أعد لك مصادر رزق أكثر>ألا تبالغ في الخوف على المستقبل: كلنا نخاف على المستقبل ولكن لا تبالغ في حرصك، فلا تكونن من المبالغين، والأمهات أكثر من يتعبن من أجل أبنائهن، وقد كان رزقهم يأتيهم وهم أجنة في بطونهن.. انظر إلى معجزة المشيمة، التي تسمح باختلاط دم الأم والابن دون أي ضرر لكليهما، فهي كالفلتر تأخذ الأشياء المفيدة من دم الأم كالمعادن والبروتينات حسب طور نموه، وتمنع دخول العناصر الأخرى التي ليس لها فائدة للجنين، أو قد تضره، ثم تأخذ الأشياء الضارة من الجنين كالبولينا ويطرحها على دم الأم، وكأن المشيمة عاقلة!! كما تفرز أشياء ليساعد جسم الأم على تقبل الجنين. فهو سبحانه وتعالى وكيل به.>5- >تحرك في الحياة بجسمك وأنت تسلم قلبك للوكيل: أتذكرون النبي في رحلة الهجرة؟ وأخذه بالأسباب في أثنتا عشرة نقطة، ووصوله لغار ثور، وتخطيطه السليم؟ حتى إذا وصل الكفار لفتحة الغار نجاه الله لنعلم أنه الوكيل " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " ولذلك يقول أبو بكر الصديق " كنا نراه يأخذ بالأسباب حتى نقول أين التوكل؟ ويتوكل على الله حتى نقول أين الأخذ بالأسباب؟ "، ولذلك تُعد الهجرة من أهم دروس التوكل. فهذه النقاط هي قمة التوكل. n>السيدة هاجر: يترك سيدنا إبراهيم السيدة هاجر وابنها الرضيع في الصحراء " بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ " (الآية 37 سورة ابراهيم) مثولاً لأمر الله تعالى دون أن يعرف الأسباب، فهذا اختبار ثاني في التوكل لإبراهيم، وهاجر تقول له " لمن تتركنا يا إبراهيم؟ " فلا يرد، فتقول " آلله أمرك بهذا؟ " فيشير برأسه أن نعم، فقالت " إذن لن يُضيعنا ". 
>موقف النبي :وهو نائم تحت الشجرة عند عودته من غزوة ذات الرقاع، فيأتي أحد الكفار ويضع السيف في رقبته ويقول له " يا مُحمد من يمنعك مني؟ " فيقول له النبي "الله" يمنعك مني، فسقط السيف من يد الرجل، فأخذه الرسول ووضعه في رقبته وقال له " وأنت من يمنعك مني؟ " فقال له " يا مُحمد كن خير آخذ "، فقال له النبي " أتشهد أن لا إله إلا الله واني رسول الله؟ "، قال "لا"، فقال له " >إذن لا تُعين علي أحداً >"، قال" نعم"، فقال له "أذهب".
>قصة حماد بن مسلمة: كان يمر على بيت جارته الأرملة الفقيرة والجو مُمطر، فسمع صوتها وهي تقول "يا لطيف ألطف بنا" فأنتظر حتى انتهى المطر فطرق الباب وقال لها "هذه عشرة دنانير اجعليها في حاجتك" فإذا بالبنت اليتيمة تقول لها "يا أماه لما رفعت صوتك فجعلت حماد بيننا وبين الله؟ " فأجابتها " لم >أرفع صوتي و لكن الوكيل أتى به "
>من معاني التوكل>صلاة الاستخارة: عندما تكون في مشكلة اذهب للوكيل وصلي ركعتين ثم أدعو بهذا الدعاء " اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم جج>، فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، >اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فأصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيثما كان ثم أرضني به" ثم نأخذ بالأسباب.
>التوكل لا يأتي مع التواكل: فعندما جاء الرجل إلى النبي وقال له "عندي ناقة أأعقلها أم أتوكل؟ " فقال له النبي " أعقلها وتوكل"
>وعندما رأى عمر بن الخطاب ناقة جرباء فسئل صاحبها.. ألا تعالجها؟ فقال "أني أدعو الله أن يشفيها" فقال له عمر " ألا جعلت مع الدعاء قطرانا " أي دواء. وفي رحلة الإسراء والمعراج عند وصول النبي المسجد الأقصى، ربط البراق عند الحائط بالرغم من إنه نزل لخدمته وحده.. لماذا؟ لأن الإسلام يعلمنا الأخذ بالأسباب.
>التوكل يأتي بالتدريب: سيدنا موسى في بادئ الأمر عندما رأى العصا وهي تنقلب ثعباناً خاف وولى مدبراً، ثم بعد ذلك عندما وقف أمام السحرة " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى " ( الآية 67 سورة طه ) كان خوفه أقل وتوكله بدأ يزيد، ثم في المرة الثالثة وهو أمام البحر في أصعب موقف، كان توكله كامل وتام " قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الآية 62 سورة الشعراء )





شارك الموضوع مع أصدقائك ؟

مواضيع ذات صلة :

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لموقع بيو فرى | مصطفى طايع ©2013