العمل
هو واجب كل رجل في هذه الحياة، فالتاريخ يؤكد أنه منذ اكتشاف الصيد كان
الرجل مطالبا بتأمين احتياجات الأسرة والإنفاق عليها، هذه الحقيقة ما زالت
قائمة في زمننا الحالي وفي كل الثقافات، ولو كانت المرأة تعمل فعملها من
باب المساعدة في بناء الأسرة ولكن بإجماع كل سكان العالم يبقى الواجب على
الرجل.
ويبقى الرجل في نظر زوجته البطل القائم
بمسؤولياته طوال قيامه بعمله المعتاد حسب المتوسط الزمني المتعارف عليه في
المجتمع الذي ينتميان إليه، لكن الأمر يتغير ويتحول الواجب إلى مصدر صراع
عندما يقع الرجل في حب عمله، فلا يعود ينظر إليه على أنه مجرد وظيفة، ثم
يصبح الأمر مصدراً لجحيم يعيش فيه الطرفان حالما يشعر الرجل بأنه أهم عنصر
في عمله وأن عمله أهم شيء في حياته.
هذه الحالة تتولد عندما يكون الرجل طموح
للغاية ويكون جو عمله مريح نفسياً له، فعندها يصبح انتقاد المرأة لساعات
العمل الطويلة - وهو رد فعل طبيعي - يعتبر انتقاداً للطموح بالنسبة للرجل،
هو ليس حالة عامة عكس قول توفيق الحكيم : "ليس للمرأة عمل إلا الحب وليس
للرجل في هده الحياة الا حب العمل"، هي حالة تحدث عندما تتولد أحلام كبيرة
لدى الرجل وليس كل الرجال أصحاب أحلام كبيرة، لكن هذا الرجل الحالم بقدر ما
هو جذاب فهو مزعج أيضاً لأنه يرفض فكرة الاستغناء عن أحلامه ويخلص لعشق
عمله ويبني حياته كلها على شكل دائرة مركزها هذا العمل وليس الأسرة.
التناقض:
الرجل يرى الموضوع طموحاً...والمرأة تراه انتقاصاً من حقها بل ربما عدم اهتمام بها!
ردة الفعل المعتادة:
انتقاد المرأة المباشر للعمل الزائد عن
الحد واتهام الرجل بالتقصير، والرجل يرى أنها تحاول تدمير أحلامه اولاً،
ولا تقدر ما يقوم به من أجل الأسرة ثانياً!
النتيجة:
يزيد الرجل عناداً ويخلص لعمله أكثر، وقد
تتطور الأمور إلى البحث عن امرأة تفهم طموحه وتدعمه، والمرأة تواصل الشعور
بالإحباط وهذا ينعكس على كل تصرفاتها تجاه الرجل مما ينذر بأسرة كئيبة لا
تقدر "قيمة العمل" ولا تقدر "قيمة الاهتمام" بل لا تعرف معنى "الأسرة".
الحل:
أكون كاذباً لو قلت أنني أعرف الخلطة
السحرية لتجاوز هذه الحالة فأنا قد أكون إحدى ضحاياها مستقبلاً ، لكن من
خلال ما أعرفه فإنني أعتقد أن الحل هنا في يد المرأة أكثر منه في يد الرجل،
فالأخير مثل المدمن بسبب عشق عمله ولا يمكن مخاطبته بشكل منطقي في هذه
اللحظات لأن الحب أعمى.
ربما يتوجب على المرأة احتواء وصبر
والتركيز على الاستفادة من اللحظة التي تحظى بها بزوجها وجعلها لحظات سعادة
مطلقة، عليها أن تكافح لتجعل لحظات تواجده معها ومع أسرته جاذبة له وتجعله
يرتب أموره أكثر وينظمها ليخلق مزيداً من اللحظات معها ومع الأسرة، بدلاً
من أن لا يكترث لأنه يتوقع صدامات وكثرة كلام حول حبه للعمل....وعليها أن
تبتعد تماماً عن مسألة الضغط عليه أو استعجاله للوصول إلى حل في هذا الشأن.
شارك الموضوع مع أصدقائك ؟
مواضيع ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق